بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.

اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا.

نعوذ بك من شر عمل أردنا به وجهك فخالطنا فيه ما لا يرضيك.

 

وقفنا في الدرس السابق عند قول الله تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].

 

أخرج الإمام مسلم من حديث تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة»، قلنا لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

النصيحة في الأصل: إرادة الخير للمنصوح، والنصح لغة: التصفية، والإصلاح، فمعنى نصح خلصَ وأصلح، يقال: خلصَ الرجل ثوبه إذا خاطه، فشبهوا فعل الناصح في ما يتحراه من صلاح المنصوح له بما يفعل راقع الثوب عندما يسدُّ الخلل، فالناصح  يسد خلل المنصوح، ويستر الخرق عنده، وإن لم يفعل بقي الخرق ظاهراً والعيب مستمراً.

والنصيحة أس الدين، وقد أثبتها الحديث هنا لجهات أربعة: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم».

 

-أهمية الحديث:

هذا الحديث مهم جداً، قال فيه الحافظ أبو نُعيم: (هذا حديثٌ له شأن)، وذكر محمد بن أسلم الطوسي: أنه أحد أرباع الدين -أي انه أحد أهم أربعة أحاديث في الدين-، وجعله الإمام النووي نواةً: بل على هذا الحديث وحده مدار الدين.

يوحي بمعنى أن الدين قائم بقيام أهل النصح، منتشر بانتشارهم، فإن تشاغل كلٌّ منا بخاصة نفسه، وسكت الناصح، وقلَّ الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، وكفَّ الدعاة إلى الله عن دعوتهم، خبا الدين، وذهب الحق، وفي هذا السياق يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين [2/ 306]: (إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهمة التي ابتعث الله لها النبيين، ولو طوي بساطُه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمَّت الفتنة، وفشت الضلالة، وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد، وقد كان الذي خفنا أن يكون فإنا لله وإنا إليه راجعون).

 

-حديث السفينة:

* وفي حديث دقيق يبيِّن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه أثر هذا الامتناع عن تبادل النصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد أخرج البخاري من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله»، أي: المستقيم على أمر الله، الملتزم أوامره المنتهي عن نواهيه، «والواقع فيها» المخطئ العاصي، التارك للأمر، الواقع في النهي -نسأل الله السلامة- «كمثل قوم استهموا على سفينة»، أي: ركَّاب في سفينة واحدة، قرروا أن يقترعوا ليتوازعوا السفينة، فيأخذ كل منهم فيها سهماً ونصيباً، «فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفَلها إذا استقوا من الماء مروا على مَن فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقَنا!» تصرُّف ظاهرُه الحق، ومن يمنعك أن تتصرف في ملكك؟

  • هذا الجسد لك، وأنت مسؤول عنه، أين المشكلة لو أتلفتَه بالمسكرات والمخدرات؟ هذه حرية شخصية!
  • تقود سيارتك، فتتجه بها حيث شئت، وكيفما شئت، بالسرعة التي شئت، هي ملكك، وأنت حرٌّ بها!
  • امرأة ورجل أجنبيان، يجتمعان ويتوافقان على الفاحشة، مَن يمنعهما؟ كل منهما يؤذي نفسه، وهو حرٌّ بنفسه!

هذ الطرح نسمعه من أعداء الدين والشرف، يريدون سحق المرأة المسلمة في متاهات الحياة، فيُلبسون الأمور هذا القناع البرَّاق، ويتبجحون بحرية المرأة لتَفجُر، فإن أرادت ستراً بملء إرادتها منعوها من دخول مدارسهم وجامعاتهم، ومن التنزه على شواطئهم، ومن المناصب الوظيفية في دولهم! فأي حرية يزعمون؟! فإن قررت السفور والفجور دعموا حقها في ذلك!

يريدون سحق الجيل، وإطلاق يده في المخدرات، والإباحية، والجريمة، فينادون بحرية النشء، ويمكنوه من أدوات الفساد والإفساد، ويوزعون حبوب منع الحمل لطالبات الصف الخامس، ويطلبون من طلاب الابتدائي التعري أمام بعضهم للتثقيف الجنسي وكسر الحدود المعقَّدة بين الجنسين! ثم يقيدون الوالد عن التدخل في أمر الولد، بذريعة ممارسة العنف اللفظي أو البدني عليه!

 

فالحديث يعالج نقطة حياتية دقيقة، تتعلق بالحريات والعلاقات، «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها؛ كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ مَن فوقنا! فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم»، أي: منعوهم أن يفعلوا ذلك، «نجوا ونجوا جميعاً» [أخرجه البخاري].

فعندما نتناصح فيما بيننا، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ويأخذ صاحب الحق منا على يد طالب الباطل، يرقى المجتمع، ويُصان الدين، وتُحفظ الأعراض والأموال والنفوس، وإلا اتسع الخرق، وهلك أهل الحق.

 

-حكم النصيحة:

* النصيحة في الأصل واجبةٌ على كل من قدر عليها، يثاب فاعلها ويعاقب تاركها، هذا في الأصل، لأن حكمها يتغير بحسب الحالة؛ فإن ظنَّ الناصح أن نصيحته تدعو المخاطب لارتكاب منكر أكبر منه (كالنصيحة حال غضب المنصوح، وتعصبه، وفجوره...) فالنصيحة هنا تحرم.

ومن الأقوال التي تبيِّن وجوبها قول أبي بكر الجصاص: (أكد الله تعالى فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواضع من كتابه، وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخبار متواترة عنه فيه، وأجمع السلف وفقهاء الأمصار على وجوبه). [أحكام القرآن للجصاص، (4/ 154)]

 

وقال النووي في شرح مسلم عند شرح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» [أخرجه مسلم]: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (فليغيره) فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وهو أيضاً من النصيحة التي هي الدين). [شرح النووي على مسلم (2/ 22)].

 

فالنصيحة في شرعنا واجبة، وحق للمسلم على أخيه المسلم، إن رأى منه ما يريبه أن ينصحه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «حق المسلم على المسلم ست» قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: «إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه» [أخرجه مسلم].

 

كم من طالبِ نُصح، كم من محتاجِ توجيه، تغنيه كلمة ويكفيه رأي عن كثير من الإرباك!

نصيحة واحدة قد توفر الكثير، وإلغاؤها قد يكلف الكثير!

قد تكون هذه النصيحة كلمة: "انتبه" تحول دون قتل نفس! 

قد تكون صوت تطلقه من بوق سيارتك تنبيهاً لسائق آخر وتشير إليه بإغلاق أحد أبواب سيارته، يقيه ذلك مشكلة كبيرة!

قد تكون نصيحة اقتصادية تضع النقاط على الحروف في أسرة دكَّتها الحاجة وأرَّقها العوَز!

 

طالب دمشقي مجتهد، نجح في الثانوية العامة وأراد أن يملأ بطاقة المفاضلة بالفروع العلمية المرغوبة، كان قد دون في البطاقة أن يريد التسجيل في كلية الطب في جامعة دمشق ثم في جامعة حلب ثم في جامعة تشرين في حمص، وقبل أن يسلم البطاقة لمركز التسجيل استنصح أحد العقلاء المربين، فأشار عليه تقديم جامعة البعث في حمص على  جامعة حلب، لأن نفقة العيش مدينة حمص أقل، وهي أقرب إلى مسكنه من حلب، وسفره إليها وعوده منها يكون أسهل وأوفر، وبالفعل عمل الطالب بالنصيحة، وقُبل -فعلاً- في كلية طب الأسنان في جامعة البعث في حمص، وأمضى سنوات الدراسة الخمس، ثم خطر له أن يقارن المصروفات التي أنفقتها خلال هذه السنوات الخمس في سفره مع طالب مثله درس في حلب، فوجد أنه وفر على نفسه وعلى أهله ما يزيد على خمسمئة ألف ليرة سورية (عشرة آلاف دولار في وقتها).

 

-يبرز هنا سؤال: لماذا نقصر في النصيحة؟

لا تخبو النصيحة في مجتمع إلا لجملة من الأسباب، ولعل من أهم الأسباب التي جعلتنا نقصر في بذل النصيحة فيما بيننا:

 

‌أ.الجهل بقدر النصيحة والجهل بالأجر والوزر:
  • بالتناصح يرحمنا الله: قاله جلّ جلاله في كتابه: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 71].
  • بالتناصح يكتبنا الله تعالى مع المفلحين: قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، والنجاح والفلاح هدف كل إنسان، ولكن المشكلة أن الإنسان إذا عميت بصيرته لا يعرف سبيل النجاح، فيتخبط في الدنيا، حتى يدركه الأجل قبل أن يدرك الفلاح، لكن الله تعالى الذي صنعنا بيَّن لنا منهج الحياة وسبيل الفلاح وطريق السلامة، أورد لذلك مجموعة من الخطوات، إحداها: التناصح.
  • بالتناصح نتجنب الخسارة الواردة في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } [سورة العصر].
  • التناصح استثمار طويل الأجل، صدقة جارية تعيش بعدك: جاء في الحديث: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [مسلم]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» [مسلم].
  • فإن لم يكن ثم تناصح، انتشر النفاق الاجتماعي، والمجاملة الساذجة، واستحق المجتمع عقاب الله تعالى.

 

عن حذيفة عن اليمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» [أخرجه الترمذي].

قال الله تعالى: { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [المائدة:78-79].

 

‌ب.السلبية:

قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71]

 

‌ج.المثالية:

وأعني انتظار مرحلة الكمال حتى يتم النصح، فعدد من الناس إذا أراد أن ينصح يعيد النظر في نفسه، يقول: أنا أولى بالنصيحة، أنا عندي أخطاء، ولا ينبغي لمثلي أن يعظ الناس!

مثالية الناصح كمثالية المنفق، ينتظر حالة مالية مثالية لينفق!

 

‌د.الذنوب والمعاصي:

ذكر ابن القيم في كتابه النافع [الداء والدواء (ص: 66)] أن انعدام الغيرة على حرمات الله هو من آثار المعصية، فقال: (فصل - الذنوب تطفئ الغيرة: ومن عقوبات الذنوب: أنها تطفئ من القلب نار الغيرة...، وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدُّهم غيرةً على نفسه وخاصته وعموم الناس، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم أغير الخلق على الأمة، والله سبحانه أشدّ غيرة منه، كما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني»، وفي الصحيح أيضاً عنه أنه قال في خطبة الكسوف: «يا أمة محمد، ما أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته»، وفي الصحيح أيضاً عنه أنه قال: «لا أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك أثنى على نفسه»...

والمقصود أنه كلما اشتدت ملابسته -أي: العبد- للذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس، وقد تضعف في القلب جداً حتى لا يستقبح بعد ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيره، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك).

 

‌ه.ضعف الثقة بالنفس:

والخجل من المبادرة، والخوف من ردود الناس، وعلاج ذلك: إخلاص النية، وعدم المباﻻة المفرطة برأي الناس.

 

‌و.انتشار الأفكار المسبقة عن الناصح أو المنصوح.

هذا من الجماعة الفلانية، وهذا متعصب، وهذا لا يفهم، وهذا كذا...

وعلاج ذلك فهم أن (الدين والكون والعقل متطابقون تطابقاً تاماً، ومخاطبة العقل بالدين هو مخاطبة له بما يألفه، ومخاطبة النفس بالشرع هو مخاطبة لها بما ينسجم مع فطرتها، فالأصل أن الله تعالى فطر الناس على فطرة سوية، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، ومن الفطرة أن تُحِبّ الكمال، والعدل، والرحمة، والإحسان...، أما الصِّبغة {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} [البقرة: 138]؛ فأن تكون كاملًا، عادلًا، رحيمًا، محسنًا، فالسارقون إذا سرقوا شيئًا ثمينًا؛ يحبون أن يقتسموه بالعدل، مع أنهم ليسوا عادلين بهذا العمل أصلاً، فهم يحبُّون العدل فطرة إنما تنقصهم الصبغة، فالفطرة تذبل ولا تموت، وتكمن ولا تزول). [تفسير النابلسي 1/138]

 

والحمد لله رب العالمين

 

*     *     *