هناك من يقول: أهل زوجتي - أو خطيبتي - مثل أهلي، أمها كأمي، وأخواتها كأخواتي! ويتعامل معهم على هذا الأساس، فهل هذا صحيح؟
وللإجابة على هذا التساؤل نقول:
الذي يدفع الإنسان للتعامل بهذا الأسلوب مع أهل زوجته أمور متعددة، منها:
- صغر سن الشاب وقلة الخبرة الحياتية لديه.
- شدة التعلق بخطيبته ومحبته لها، والسعي لتبرير البقاء معها.
- وجود فراغ عاطفي للشاب مع أسرته، ومحاولة التعويض بطريقة لا واعية.
- رغبة أهل الزوجة بالاستحواذ على الصهر وضمه لأسرتهم، وأحيانا للتحكم به، أو لعدم استعدادهم لاستقلال ابنتهم عنهم.
- شدة تعلق الفتاة بأهلها، وتخوفها من الاستقلال عنهم، مما يدفعها لدعم الروابط بين الطرفين بأقصى ما تستطيع
ولمعالجة هذه القضية نتناول هذه النقاط:
1- الإقرار بأن أهل الزوجة - أو المخطوبة - لهم مكانتهم العالية عند الزوج - أو الخاطب - لا مشكلة فيه، لكن المشكلة هي المبالغة في الإطراء، فالعقل والمنطق يقول أن ينزَّل كل إنسان منزلته، دون مبالغة، ولا تقصير.
2- نميز بين الكلام وبين الفعل في هذه المسألة، فالقول الذي يحمل في طياته الاحترام والتقدير والإجلال لا مشكلة فيه، المشكلة تكمن في أن يرخي الخاطب بظله أو الزوج بمسؤولياته على أهل زوجته من دون حساب، على أساس أنهم كأهله، يتحمّلون منه ما يتحمّله أهله، ناهيك عن توابع ذلك من الإثقال بالزيارات - إلى درجة السُّكنى -، وفضفضة الخاطب لأم المخطوبة - وبطريقة سافرة - عن الخلافات معها وعيوبها ونواقصها وطبائعها...، من باب أنهما في عين أسرتها في منزلة واحدة! والأنكى من ذلك أن يتحدث عن مشكلات أسرته وأسرار عائلته أمام أحمائه وأنسابه!
3- قد يزيد الطين بلَّة أن يتشدق الرجل بمحبته لأهل زوجته أمام أهله (خاصة الأم والأخت)، فيزعجهم أن يروا ابنَهم يُنزل أهل زوجته بمنزلتهم، ولربما بدأت الغيرة بين النساء والمقارنات بين الأهلين، أو الخاطبين، أو أخوات الخاطب والمخطوبة...
4- أخوات الزوجة وبنات أخواتها، وزوجات إخوتها وبناتهم، وبنات أعمامها وعماتها وأخوالها وخالاتها... كل هاته النسوة أجنبيات عن الزوج، لا يجوز بينهم أي تجاوز أخلاقي أو شرعي بأي حجة كانت (والحمو الموت).
5- رفع التكلُّف بين الصهر وأهل زوجته غير محمود مع مرور الأيام، والحالات الاستثنائية في ذلك ليست مقياساً، وهذا لا يعني لزوم التكلف الزائد، إنما يتصرف الصهر بما يليق به وبمكانته بين أسرة زوجته، ولا يثنيه ذلك عن إكرامهم، فمن الحسَن أن يكون الزوج قدوة لزوجته في التعامل مع الأهل، فبقدر إكرامه لأهلها يعلّمها إكرام أهله.
6- ليس للزوجة أن تتعامل بنديّة مع أهل زوجها على أساس "العين بالعين"، فلا تقترب من أهله إلا بقدر اقترابه من أهلها، فالمرأة تابعة لزوجها في مسكنه ولقبه ومكانته، وليس هو تابعاً لها بل قيماً عليها.
- هذه تلميحات عامة، قد يوافق عليها كثير ممّن جرَّب، ويتحفّظ عليها من لم يجرّب بعد :)، ويبقى لكل حالة خصوصيتها وما يناسبها.