- هل يجوز للشاب أن يتعرف على فتاة في الجامعة ويتواصل معها بنية الزواج؟  

- هل يجوز للفتاة أن تفتح أبواب التواصل مع زميلها في العمل بهدف التعارف الذي يمهد للزواج؟ 

 

الأصل أن العلاقة بين الشاب والفتاة مضبوطة بضوابط شرعية لا يجوز تجاوزها، فلا اختلاط محرّم ولا لغو ولا تكشُّف ولا خضوع بالقول ولا نظر بشهوة ولا مسّ ولا خلوة... 
لكن سمح الله للشاب والفتاة النظر للآخر والتواصل الجاد معه والبحث في شكله وأخباره وسلوكه عند نية الزواج، وهذا لا ينفي بقاء الخاطب أجنبي عن مخطوبته، لا يحل له منها سوى النظرة الشرعية. 

فإن رأى الشاب خيراً واتخذ قراراً بأن هذه الفتاة مناسبة له، واتخذت الفتاة قرارها بشأن الشاب، عاد الحكم كما كان أوّلاً؛ لزوال السبب الذي أباح الشرعُ النظرَ لأجله، فلم يجُز له أن ينظر أو يتواصل بنيةٍ قد أخذ فيها قراره وانتهى، ولا يتمادى، بل يضبط قولَه وفِعلَه كأي أجنبي حتى ييسر الله له العقد على الفتاة، فإن عقَدَ صار زوجاً.

 

والذي يقع اليوم غالباً هو التواصل غير المنضبط، الذي يليه استحسان كل من الطرفين للآخر، وخروجهما معاً وتواصلهما معاً من دون رابط شرعي كما يفعل غير المسلمين، ولعل ذلك يطول سنين، حتى يتجهز الشاب للزواج، أو تكمل الفتاة دراستها أو تخصصها، وخلال هذه المدة تقع الكثير من التجاوزات التي لا ترضي الله وصالح الناس، وتكون نذير شؤم على العلاقة الطاهرة التي تُرجى تحت مظلة الزواج. 

 

لذلك: يكون فتح الأبواب محدوداً بحده، ولا يكون في غير وقته، أي بعد أن يمتلك الشاب باءته ويستعد لارتباط جاد، وبعد أن تستعد الفتاة للارتباط المشروع، فيتدراسان أمرهما بشكل جاد، وبمرافقة أهليهما، ويأتي الشاب البيوت من أبوابها، ويطلب كريمة الناس طلباً يليق بها، وتكون مدة الخطبة ممهدة للزواج، ولا يكون الزواج ذريعة لعلاقة خاطئة طويلة الأمد. 

والله أعلم