بداية: القاعدة العامَّة في قبول الزَّوج: أنَّه كُلَّما كانت نقاط الالتقاء بين الزَّوجين أكثر، كانت احتمالات الوِفاق والنَّجاح في الأسرة أكبر، والتَّناسب في العمر بين الزَّوجين من الأمور المهمَّة التي تساعد على التَّوافق بينهما، هذه القاعدة العامَّة، ولا يعني عدم تحقق هذا التَّناسب حتمية فشل العلاقة الزَّوجية، فالتَّاريخ الإسلامي والواقع الحياتي يذكران لنا كثيراً من الحالات التي استمر فيها الزَّواج بأعلى درجات النَّجاح مع أنَّ شرط العمر غير متحقق فيه، وذلك لأن الزَّواج يُبنى على عددٍ من المفردات والمعطيات، تجتمع مع بعضها وتتضافر لتدفع بالزَّواج نحو النَّجاح أو الإخفاق.
أحياناً قد يعني الفارق الكبير في السن بين الزوجين اختلافاً في التفكير والاهتمامات والفهم.. ولربما يعني انتماء الزوج لجيل مختلف عن جيل زوجته.
لكن إن كانت الفتاة واعية، وعند الشاب قابلية للاحتواء والتعليم، ورضي كل من الطرفين بالآخر، وكانت بقية المؤشرات جيدة، فممكن تجاوز هذه النقطة، لا حرج في ذلك، شريطة الوعي والرضا من الطرفين، بحيث لا يشكل عقدة نقص عند أحدهما، أو يؤثر على استعفافهما فيما بينهما، هذا إن كانت بقية المعطيات والمؤشرات جيدة، وإلا ففارق السن مع بعض المؤشرات السلبية قد يمهد لقرار عدم القبول.
وباختصار: لا يؤثر فارق العمر بين الزوجين إن كانت بقية المعطيات جيدة، وكان الفارق ليس كبيراً، وأحسن كل من الزوجين التَّعامل مع زوجه، وأعانه على استيعاب هذا الفارق.
والله أعلم