بسم الله الرحمن الرحيم

أخي طالب البكالوريا:

أشرف عبادة يمكنك الآن ممارستها.. أن تتعلم، لأنها عبادة الوقت.

أفضل ما يمكن أن تقدمه لنفسك في المرحلة الراهنة.. أن تتعلم

أفضل ما يمكنك أن تقدمه لهذه الأمة.. أن تتعلم

العلم الذي أمرنا الله به له أطراف ثلاثة: (العلم بخلق الله، والعلم بأمر الله، والعلم بالله)، وأنتم الآن تعملون على الطرف الأول منه، تتعبدون الله به، بل لعل ذلك الآن أفضل من كثير من النوافل، يقول الإمام الشافعي: (إحياء الليل في طلب العلم أشرف عند الله من النافلة). لأنك بعلمك تفيد نفسك وأمتك، وتؤدي فريضة فطلب العمل فريضة، ولا شك بذلك.

 

إخوتي الطلاب:

- أنتم الآن تستجيبون لأول أمر إلهي نزل من السماء، فأول كلمة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرأ".. وأنتم الآن تقرؤون، فاستبشروا بمعونة من الله.

 

- أنتم الآن تمضون في طريق الخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يرد الله به خيرا يفهمه».

 

- أنتم الآن تمضون في طريق تضع الملائكة أجنحتها فيه احتراماً لكم وتوقيراً لجهدكم، فأنتم الأن بصحبة الملائكة وحفظهم ففي الحديث: «إنَّ الملائكةَ تضع أجْنِحَتَها لطالب العلم رضى بما يطلب».

 

- أنتم الآن تمشون في الطريق المؤدية إلى الجنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال -كما أخرج البخاري ومسلم-: «من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقاً إلى الجنة». ولاحظوا معي: لماذا قال عليه الصلاة والسلام: (سهَّل)؟ لأن الله تعالى تولى أن يسهِّل عليه طريق العلم أيضاً، قال ابن حجر: (سهل الله له طريقاً: أي في الآخرة أو في الدنيا، بأن يوفقه للأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة وفيه بشارة بتسهيل العلم على طالبه لأن طلبه من الطرق الموصلة إلى الجنة).

 

قد يهمك أيضاً: (آليات التفوق)

 

- أنتم الآن تصنعون مستقبلكم، حاولوا أن تستمتعوا في هذه المرحلة بدل أن تتشنجوا، تماسكوا بدل أن تنهاروا.

 

- ابحثوا عن الشيء الممتع الذي يصادفكم في اليوم، واكتبوه في كراس صغير خاص بهذه المرحلة تراجعونه مع الأيام، ستجدون ذلك ممتعاً حقاً.

 

- تأكدوا وثقوا أنكم أكبر من مناهجكم، وهذه خطوة على الطريق، أنتم أهل لتجاوزها.

 

- ادرسوا بقوة ما استطعتم، تعاملوا مع نفوسكم بجدية، ركزوا على دراستكم بقوة، ثم استريحوا بقوة أيضاً، خذوا حقكم من الاستراحة كما تأخذون حقكم من التعب، وخذوا حقكم من النوم كما تأخذون حقكم من اليقظة، واحذروا السهر الطويل، وخاصة ليلة الامتحان.

 

- حاولوا العمل على مبدأ 90 /10، ركزوا 90 دقيقة، ثم استريحوا 10 دقائق، على أن لا تطول فترة الاستراحة فيكون المفعول عكسياً، واحذروا البرامج غير المرنة.

 

- تخلصوا من المشتتات (موبايل - لابتوب - فيس بوك - ألعاب - تلفزيون ...)، وعدوا أنفسكم أنكم لن تمنعوها ذلك لاحقاً، أما الآن فلا، لأنها تستهلك الطاقة والوقت والتركيز، وتجدون أنفسكم بعد مدة أكثرتم من الجلوس بنفع قليل.

أحياناً تكون المشتتات الحاجات الطبيعية للإنسان (طعام - شراب - قضاء حاجة)، فكل 5 أو 10 دقائق يقوم الطالب عن الدراسة ليأكل أو يشرب أو يقضي حاجته، لا بد أن تجهزوا كل شي من الطعام والشراب، وادخلوا الخلاء، ثم التفتوا إلى الدراسة مرتاحين.

 

- وفروا الجو المناسب، الهادئ، البعيد عن الضجيج، البعيد عن سحر ألوان الطبيعة، فنحن الآن في جهاد.

 

- احذروا من تناول المواد التي تضركم: (التدخين - المخدرات - الإفراط من المنشطات والمنبهات - ..)

 

- لا تتسرعوا بالإجابة، لا تتسرعوا بالكتابة، لا تتسرعوا بالخروج، وكذلك لا تبطئوا زيادة عن اللزوم.

 

- تذكروا أنكم لستم وحيدين، آباءكم وأمهاتكم، أحبابكم وأصدقاءكم، كلنا معكم، يوماً بيوم، وساعة بساعة، نتابعكم ونطمئن عليكم، فلستم وحيدين، وكذلك لستم وحيدين في الامتحان، فالحياة كلها امتحانات، ولكل إنسان نصيبه بالطريقة التي تفرضها عليه طبيعة الحياة.

 

- لا تنسوا الدعاء، وطلب دعاء الوالدين والصالحين ممن تعرفون، واسألوا الله من فضله.والحمد لله رب العالمين