قبل أن تقرأ المقال.. إن كنت غير متابع للإباحية فيمكنك تجاوز هذه الفقرة، والانتقال إلى التي تليها، أما إن كنتَ مدمناً للإباحية فقم وأحضر ورقة وقلم، واجلس وحيداً مع نفسك، ودوِّن على الورقة الأسئلة الآتية، ثم أجب عليها.. وبعد ذلك أعد قراءة الأسئلة مع أجوبتها بتمعُّن، حاول أن تتخيل أنك تقرأ إجابات لإنسان آخر، حاول أن تستشعر نظرتك له.. حاول أن تقيِّم حالته، وتستشعر مشكلته.. ثم ارجع إلى المقال لنتعاون معاً على الحل...

 

- الأسئلة:

1- ما حكم مشاهدة الإباحية (حلال أو حرام)، وما حسابها عند الله (جنة أو نار)؟

2- هل تنسجم الإباحية مع فطرتك الإنسانية السليمة، أم تتنافى معها؟

إن كان الإجابة ضبابية وغير واضحة لديك فسوف أسألك بطريقة أخرى:

- ‌هل يتقبل الناس الأسوياء العقلاء الإباحية أم ينبذونها؟

- ‌هل تقبل أن تكون أمك أو أختك في مكان تلك الممثلة؟

- ‌هل أنت الآن بصحة بدنية ونفسية أفضل مما كنت عليه قبل المتابعة؟

 

3- هل تتوقع أن هذه المشاهدات ستسمو بك جنسياً في المستقبل، أم ستوقعك في بلايا وخيمة وأمراض جسدية ونفسية واجتماعية أليمة؟

4- هل تتوقع أن هذه المشاهدات هي خطوة في بناء شخصك ومستقبلك، أم طعنة في تلويث تاريخك وسد آفاق نجاحك ودفعك باتجاه مستقبل إجرامي؟

5- هل أنت الآن راضٍ عن ذاتك.. هل تتوافق مع نفسك عندما تخلو بنفسك.. أم هناك شيء دائماً يعكِّر صفوك وتحاول أن تتعالى عن استماع صوته وتبحث عن الراحة بعيداً عنه؟!

6- هل تخاف على نفسك الإدمان على متابعة الإباحية؟ لعلك وقعت حقاً في الإدمان!! فهل تمتلك الجرأة لطلب المساعدة ممن يحبونك وتثق بعقولهم؟

7- هل تصنف نفسك على أنك داعم للإباحية أو عدو لها، أم حيادي عنها؟

8- ألا تعتَبَر زيارتك لتلك المواقع دعماً لها لتستمر وتنمو؟

9- هل تضمن سلامة بياناتك الخاصة على جهازك مما تحتويه هذه المواقع على فيروسات وأدوات تجسس تساهم في تدمير جهازك أو تتجسس على خصوصياتك وحركاتك ليتم ابتزازك مالياً وجنسياً بعد ذلك؟

10- هل تثيرك هذه المواقع، بالطبع: نعم، لكن.. هل تُشبعك؟ بالطبع: لا!! إنها تحقق الإثارة ولا تحقق الإشباع كالجائع العطشان تضع أمامه الأكل والمياه ولا تسمح له بتناولهما فتتلف أعصابه، لذلك فإن أثارتَك هذه ستوجهك إلى طرق الإشباع المحرَّم الذي يرشدونك إليه ويدلونك عليه.

 

إن شعرت بحجم الكارثة التي أنت فيها الآن فتعال معي أحدِّثك عنها من الألف إلى الياء...

 

الإباحية.. سم بطعم العسل!!

 

لما خَلَقَ اللهُ الإنسان خلقه بعقلٍ وروحٍ وشهوة، ولما أنزل الله شرع الإسلام، أنزله موافقاً لفطرة الإنسان وطبيعته، فكان الإسلامُ ديناً يحفظ على الإنسان عقلَه، ويحفظ عليه روحه، ويحفظ له حقه في أداء الشهوة.

فلَمْ يمنع الإسلامُ الشهوات، ولم يَكْبَح الرغبات، ولم يقمع الميولَ والمستحبات، لكنه نظمّ هذه الشهوات، وهذّب هذه الميول والمستحبات، وزكّى الرغبات، فنراه -مثلاً- أمر الناسَ أن يأكلوا ويشربوا، ولكن لا يسرفوا ولا يُبَذْروا، ونراه أمر الناس أن يتزينوا ويتجملوا، ولكن لا يتكبروا ولا يعصوا، ونراه أمرَ الناسَ بالزواج الشرعي الحلال، ورغب فيه، وهيأ أسبابه، وسَهَّل وسائله.. لكنه نهى عن الزنا الحرام، وشدّد في البعد عنه، وقطع على الناس طريق الوصول إليه بالتحذير من مقدماته، فقال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الإسراء: 32] ولم يقل: لا تزنوا، بل: لا تقربوا، أي: لا تفعلوا مقدمات الزنا، وهي كثيرة، منها: الخلوة الحرام، وصحبة أهل الحرام، والنظر الحرام (الإباحية) -وهنا نواة حديثنا هنا-...

 

الإباحية... وباءٌ تنشره الرفقة السيئة، والإعلام الرديء، ويعكف عليه العقل الخفيف الهين على الشيطان، والنفس الأمارة بالسوء، يدعم ذلك: الفراغ العلمي والعملي، وقلة الخبرة الحياتية وعدم إدراك النتائج إما لغيابها، أو للقراءة السطحية لها..

 

-أرقام في الإباحية:

 

-    في كل ثانية على الإنترنت: ينفَق (307564 دولار) على المواد الإباحية، ويشاهد (28258) شخص مواد الإباحية، ويكتب (372) شخص كلمة "إباحية" في مواقع البحث.

-    كل 39 دقيقة تصدر الولايات المتحدة الأمريكية فيلماً إباحياً جديداً.

-    بلغ عدد المواقع الإباحية 4.2 مليون موقع، (100000) موقع منها تعرض الشذوذ مع الأطفال، وعدد الصفحات الإباحية 420 مليون صحيفة، وعدد الزوار للمواقع الإباحية في العالم مليون زائر شهرياً.

-    عدد الرسائل الإباحية اليومية 2.5 مليون أي %8 من مجموع الرسائل الإلكترونية.

-    بليون ونصف جيجا تقريباً تحميل أفلام وصور إباحية، بمعدل 35% من مجموع التحميلات.

-    أكثر من 66% من المواقع الإباحية لا تحتوي على إنذار بكونها للكبار فقط، وأكثر من 25% من المواقع تحاصر زوارها عند الخروج منها.

 

-آثار مشاهدة الإباحية:

 

الإباحية.. سلوك شائن مكتسب، يتعزّز من خلال التكرار في محاولات التصفح وحصول الإثارة، والمصيبة أن المروجين له يعرفون كيف يقدِّمون مادتهم ليوقعوا الصيد في شباكهم، فيقدمون تلك الأفلام التي تتميز بأنها متجددة دائماً، ولا تنتهي ابداً، بل ولا تقف عند حد معين، كما أنها مثل ماء البحر، لا يزيد الشرب منه إلا عطشاً.

 

الإباحية تجعل الشاب أسيراً لغريزته البهيمية، ضعيفاً أمام شهوته، فتَحرمه إذا ما دخلت حياته من أي عمل نافع مثمر، وتحصره في دائرة ضيقة، هي دائرة الغرائز والشهوات التسمُّر خلف تلك الشاشة التي تزحف مشاهدها إلى رأسه حاملة السم بطعم العسل، فاتحة تلك البوابة الجهنمية على مصراعيها، حتى يقع الشباب بسهولة ضحية لها؛ بعد أن يعمل على إيقاعهم أخصائيون بإقناع الجيل لمشاهدة الصور الإباحية وأفلامها، ومن ثم استغلالهم جنسياً ومالياً في غفلة وجهل تامَّين من أهاليهم…

 

المشكلة أن مشاهدة تلك البلايا غالباً ما لا تمرّ عابرة، بل تتبعها توابع قد تتفاقم وتصبح إدماناً لدى مستخدميها ومشاهديها مهما كانت أعمارهم، ويغدو التخلص منها حلماً أشبه بالمستحيل.

 

1) فعلى المستوى النفسي والسلوكي:

 

يؤكد أطباء نفسيون أن الاعتياد على المشاهد الإباحية يؤدي إلى حالة من الإدمان تعد أخطر من إدمان الكوكايين، تؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية كبيرة؛ حيث يصبح هذا المشاهدُ مسلوبَ الإرادة عاجزاً عن الإقلاع عن ذلك الخطر مع رغبته الشديدة بذلك، وتصبح الشهوة الجنسية محطَّ اهتمامه وتفكيره الوحيد، وتركيزه في الحياة، ويمكن أن يقوده هذا إلى ارتكاب الفاحشة؛ لأنه يريد إشباع رغبته الجنسية بأي صورة كانت، فلا يجد أمامه إلا سبيل الانحرف، فيسقط في مستنقع الفاحشة، والتي تنذر بالأمراض الجنسية الخطيرة، أو يقع في ممارسة العادة السرية المقيتة، التي يسيء له إدمانها صحياً ونفسياً واجتماعياً.. 

 

- الإباحية والإجرام:

 

يؤكد علماء النفس بأن الذين يخوضون في الدعارة والإباحية غالباً ما يؤثر ذلك في سلوكهم زيادة في العنف، وعدم اكتراث لمصائب الآخرين، وتقبُّل لجرائم الاغتصاب بحكم اعتياد أعينهم عليها واستقرارها في كوامن أفكارهم ونفوسهم، كما أن مثل هذه الإباحية تورث الرغبة بجرائم الاغتصاب، وإرغام الآخرين على الفاحشة، وتشكل موجات عاتية من هواجس النفس بذلك.

 

إنَّ 86% من المجرمين المغتصبين يكثرون من استخدام المواد الإباحية، 57% منهم كان يقلد مشهداً رآه في تلك المصادر حين تنفيذه لجريمته.

 

قامت الاستخبارات الأمريكية (FBI) بمقابلة واستجواب 24 مجرماً في السجون، كان منهم رجل قام بالاعتداء الجنسي على خمسة أولاد بشكل مريع، ثم قتلهم جميعاً. وكان أصغر ضحاياه سنا يبلغ من العمر 4 سنوات فقط!

اعتاد هذا المجرم على أمثال هذه الجرائم لدرجة أنه لم يعد يلقي لها بالاً، فكان مثلاً يقتل أحد الأطفال فيلقي بجسده في شنطة السيارة ثم يذهب إلى العمل ويتناول الغداء، فإذا فرغ من جميع مشاغله ذهب وتخلص من الجثة في أحد الأنهار أو مكبات القمامة!!

 

كان هذا المجرم قبل ذلك عضواً فعالاً في الكشافة، وأحد البارزين والمتفوقين لديهم، والحائز على أسمى أوسمتهم، كما كان أحد المبشِّرين بالديانة المسيحية.

 

وبعد اعتقاله وإدانته ودخوله السجن قال: (لو أن مواد الدعارة والإباحية قد مُنعت مني في صباي لم يكن شغفي بالجنس والشذوذ والإجرام ليتحقق، فإن أثرها علي كان شنيعاً للغاية، فأنا شاذ جنسياً، ومغتصب للأطفال، وقاتل. وما كان كل ذلك ليتحقق لولا وجود مواد الدعارة والإباحية في حياتي).

هذا بلاء الإباحية على المستوى النفسي والسلوكي.

 

2) وعلى المستوى الأسري:

 

فمن المعلوم بداهة أن العلاقة الخاصة بين الزوجين علاقةٌ فطرية لا تحتاج إلى فلسفة وتعقيد، فلو افترضنا وُجود رجل وامرأة من دون ثالث في هذا الكون، وأمَرَهما الله تعالى بالزواج لَعَلِمَا كيف يتمُّ الزواج، وهكذا تمّ الأمر بين آدم وحواء -عليهما السلام-.

 

وكثيراً ما يبرر الشيطان وأعوانه من الإنس والجان للبعض أن مشاهدة الأفلام أو المواقع الإباحية تعلِّمهم فنون إدارة العلاقة الخاصة وتنوعها بعد الزواج، وينتشر هذا المفهوم بين الشباب قبل الزواج، وهذا خطأ كبير، فإنهم سيفاجئون بعد الزواج أن الأمر ليس كما كانت تصوِّره لهم تلك الأفلام والدِّعايات الهابطة والساقطة التي تسعى لطيِّ هذه الفطرة، ونشر الرذيلة والإساءة إلى الجيل، بل لهذه الدعايات مفعولٌ مغايرٌ تماماً لما يدّعي مروِّجوها، فقد ثَبَتَ علمياً أن من يشاهد الأفلام الجنسية الهابطة -رجلاً كان أو امرأة- لا يرتاح أبداً في علاقته الخاصة مع زوجه؛ لأنها تحتوي أخطاء جنسية فادحة، لها نتائج وخيمة على الزوجين، وهي تؤدي إلى تلاشي الرغبة وتقليل الانجذاب من كليهما، وتزرع بذور الخلافات الجنسية بينهما؛ ذلك لأنَّ الرجال يختلفون عن بعضهم، وكذلك النساء تختلفن، والمعيار نسبيٌّ، فما يعجب هذا يشمئزّ منه ذاك، وما تحبُّه هذه تنفُرُ منه تلك، وهكذا الأمر، لكلٍّ خصوصيته، ويلهمُه الله تعالى إشباع حاجته مع زوجه فطرةً مع انضباط بالشرع.

 

لذلك فإن متوالية المشكلات بين الزوجين بعد إدمان أحدهما أو كلاهما على الإباحية لا تتوقف كرتها عن الانحدار والتعاظم حتى تصل بالأسرة إلى أودية الخلاف السحيقة، التي تأتي على الزوجين والأولاد معاً.

 

3) وعلى المستوى الصحي:

 

فقد ابتلي المتابعون والممارسون لهذا الفعل المقيت بشتى أصناف الأمراض، كالزهري المسبب للعقم، والهربس (القُوباء)، والسيلان، والحرشفية، وأمراض الدماغ، والإيدز، وغيرها... وعدد من الأمراض التي لا تنتقل إلا عن طريق الإباحية الجنسية.

 

- استعمار الإباحية:

 

منذ عام 2004 وحتى عام 2012 كانت أكثر الدول بحثاً عن كلمات إباحية على موقع البحث Google هي دول إسلامية وعربية، وقد كشف موقع تحليل وتدقيق بيانات ومعلومات تصفح المواقع الإلكترونية العالمي "أليكسا" عن وجود 8 مواقع إباحية ضمن قائمة الـ25 موقعاً الأكثر تصفحاً في مصر، وكانت تلك المواقع في ترتيب متقدم للغاية.

 

وكشف تقرير تم إعداده حول أكثر الدول متابعة للمواقع الجنسية حول العالم عن احتلال بعض الدول العربية مراتب متقدمة مفاجئة بشكل كبير، فقد احتلت المملكة العربية السعودية المركز الأول في التقرير لأكثر الدول مشاهدة للمواقع الإباحية على الإنترنت متقدمة في ذلك على مصر التي جاءت في المرتبة الثانية.

 

لننظر من الجانب الآخر: ففي إحصائيات أخرى لأكثر الدول امتلاكاً لصفحات إباحية تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة القائمة بنصيب يتعدى 244.5 مليون صفحة، تليها ألمانيا 10 ملايين صفحة، ثم بريطانيا 8.5 مليون صفحة…

 

لماذا الدول العربية هي الأولى في المتابعة والآخرة في كل مجالات الحياة الأخرى؟!

لماذا الدول الاستعمارية هي الأولى في تصدير هذا الوباء والأولى في مجالات الحياة الأخرى ومتأخرة في المتابعة؟!

أليس بين الأمرين ارتباطاً ومثالاً للاعتبار؟!

ألا يؤكد هذا أن باعثي هذه الثقافة المشوهة قصدوا أن يروجوها للعرب فيستعمروهم فكرياً بطرق جهنّمية؟!

والطامة أن العرب يأكلون الطُّعم رغم ما لديهم من ثقافات دينية وأخلاقيّة تمنع ذلك!

 

- هل سلمت نساؤنا من هذه الرذيلة؟

 

تفيد إحصائيات أن 23% من زوار المواقع الإباحية هن نساء، ويبلغ عدد النساء من زوار غرف الدردشة ضعف عدد الرجال، ونسبة 17% من النساء الزائرات مدمنون على تصفح المواقع الإباحية.

 

- حكم الإباحية في الإسلام:

 

يحرم النظر إلى الصور الإباحية سواء كان عن طريق التلفزيون أو المجلات أو غيرها من الوسائل، وهو من الجرائم المنكرة والأخلاق الدنيئة، ويعظم التحريم إذا داوم على ذلك واتخذها عادة، ولا شك أن ذلك من زنا العينين المنهي عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «زنا العينين النظر» [متفق عليه].

 

هذا، وإن المداومة على ذلك تورث الإنسان رقة في الدين، وضعفاً في البصيرة، وفساداً في الفطرة، ووحشة في القلب، وظلمة في الوجه، وهو يخدش حياء المرأة وينقص عفتها.

 

وفيه مفاسد كثيرة منها: تزيين الفاحشة، وإثارة الشهوات، والتأثر بطرائق الشاذين، والتشبه بأهل المجون، وزهد الرجل بامرأته والمرأة بزوجها.

 

والواجب على المسلم غض البصر عن كل ما يحرم النظر إليه، لقوله تعالى: { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30-31].

 

فالحاصل أنه يحرم على المسلم مشاهدتها وإدخالها إلى البيوت والاشتراك فيها وترويجها والدعاية لها والمساهمة فيها، بأي شكل من الأشكال.

 

-ما الحل لمن ابتُلي بذلك؟

 

لا علاجَ لهذا -بعد معونة الله- إلا إرادةُ الفرد ذاته وقوةُ إيمانه وقناعتُهُ بأنَّ ما يفعلُه مضيعةٌ للوقت فيما يغضب الله، والإقلاع في أول طريق الخطأ أهون بلا شك، وكلما تجذر وطال احتاجت المهمة إرادة وصبراً أكثر.

 

واستنقاذ المرء نفسه من هذا الحضيض يتم من خلال خطوات على النحو الآتي:

  1. محاولة التوقف عن المتابعة نهائياً، والابتعاد عن الإثارة الجنسية من خلال المواقع والأفلام، والقناعة التامة بأنَّ تتبع أمثال هذه المواضيع بهذه الطريقة خطأٌ، وأن الزواج هو السبيل الصحيحة والسليمة والناجعة، التي تروي له تشوفه وحب اطلاعه.
  2. ليعلم الشاب أنه لا بد أن يصبر حتى يصير أوان زواجه، وسيفتح الله تعالى له باب الزواج حينئذ، ولن يضيع الله تعالى صبره على اجتناب ذلك، ولعل صبره يكون مدعاة للتوفيق وتسريع الزواج والسعادة فيه.
  3. استشارة الطبيب النفسي للمعالجة عندما تكون الحالة بلغت حد الإدمان الجنسي، فيُعالَج بالجلسات النفسية العلاجية، والعلاج المعرفي ووصف العقاقير الطبية.
  4. الاستعانة بشخص واعٍ ذي دين يؤثِّر فيه ويرتاح له، ليتابع أمره ويشرف على استخراجه من هذا البلاء.
  5. تغيير خلفية شاشة الجهاز إلى خلفية تذكر بالآخرة أو غض البصر، وهي كثيرة على الإنترنت، فربما تذكره.
  6. تنصيب برنامج الأذان على جهازه فلعل الأذان يذكره.
  7. تنصيب برنامج يحجب المواقع الإباحية.
  8. فتح الأبواب للصِّلات الاجتماعية والعلاقات المفيدة، والاشتغال بأعمال نافعات، ومنها الرياضة، فإن تردي العلاقات الاجتماعية للشخص وانعزاله عن محيطه بيئة خصبة لنمو هذا الوباء بين ثناياه.
  9. قراءة المواد الحاوية على ترغيب في ترك هذا الفعل وترهيب من الاستمرار على الإنترنت أو في الكتب النافعة.
  10. التزام مجالس العلم والعبادة، وبناء علاقة متينة مع الله، وتذكير النفس مراراً بقول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ} [النور:30-31]، وبقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ} [آل عمران:5]
  11. تحري أوقات استجابة الدعاء، والإكثار منه، عسى الله سبحانه أن يخرجه من هذه الورطة.
  12. المحافظة على النفس من رفاق السوء، والبحث عن بدائل من الرفاق أصحاب الأخلاق والتربية العالية.

 

ختاماً..

إن النفع من استخدام شبكة المعلومات كبير، وإن هذا التطور العلمي الهائل لم يقصد به الإباحية وانحطاط الأخلاق ومشاهدة المحرمات، بل يمكن للمرء أن يستفيد بأمورٍ كثيرةٍ، والأمثلةً أكثر من أن تحصى عما يمكن تعلمه في كل المجالات من استخدام الإنترنت والمواقع مفيدة، وما أكثرها.