بعد أن أحببتها.. حالت الهجرة والأهل بيننا..
1002 - السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب، خرجت من بلدي ، وهاجرت إلى أوروبا، كنت أحب فتاة من محافظة أخرى بس ساكنة بالشام، وهي أيضاً أحبتني، بس أهلي ما وافقوا يخطبوها، عم يقولوا مو من مستوانا
حاولت معهم كتير وما وافقوا ، والأن ضغط أهل الفتاة عليها وزوجوها
وأنا ما عم اقدر انساها، ولا عم اقدر ادرس لغة هون، وحلفت يمين بالله ما أتزوج بحياتي وكل يوم بقول رح دقلها بس بعدين بقول: ما رح اخرب بيتها وأنا مالي قادر اتزوجها ، فانصحني الله يخليك.
هل يمكن إني ادعي ربي تكون زوجتي بالجنة ، وهل معقول هي نسيتني بعد الزواج ؟
بانتظار الإجابة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أهلاً بك أخي في موقعك، ونسأل الله تعالى أن يقسم لك فيه الخير وللمسلمين.
أخي الكريم:
يقولون بأن الحب أعمى، أحياناً يقع الحب نحو شخص غير مناسب، أو في ظرف غير مناسب، ويبدو أنك وقعت في الحالة الثانية.
لا أخفيك بأن التهاون بالاختلاط غير الشرعي والتواصل بين شاب وفتاة خارج الحدود المقبولة شرعاً وعرفاً من أهم أسباب رعاية هذا الحب وتطوره حتى يصل أثره لهذه الحالة التي تمر بها الآن، لذلك علينا أولاً أن نعترف بالخطأ الذي جرى سابقاً، ونستغفر الله ونتوب إليه ونتعلم الدرس.
أخي الكريم:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. والحياة مليئة بالأمور التي نرغب بها ونطمح إليها دونما جدوى، وهذا التعلق نوع بالغ ومؤثر من هذه الأمور، ولا ينفع الالتفات إليه بالمرحلة الحالية أبداً، حفاظاً على دينك وسمعتك أولاً، وحفاظاً على دين الفتاة وعواطفها وسمعتها، وإعطائها الفرصة لتستقر حياتياً وأسرياً من ناحية ثانية، والسعي بوأد الموضوع حتى تبرد العواطف ويغطيها النسيان من جهة ثالثة.
نعم، أنت الآن تظن بحق، بل تؤمن بأن النسيان مستحيل، وألف ألف مستحيل، وأن هذا التعلق سيبقى في قلبك إلى الأبد، وأن لون الحياة سيختلف بعد زواج تلك الفتاة، وأنك علقت في بئر لا قرار له ولا مخرج منه، لكني أقول لك بحسب ما خبرته من عشرات الحالات بل مئاتها أن تفاصيل الحياة والتزاماتها وهمومها، مع الزوجة الصالحة مستقبلاً والولد الصالح كفيل بنسف كل المفردات التي تحرمك اليوم من النوم، وهي أقوى من أن تبقي على هذه العواطف راسخة في ذهنك وقلبك، ولن تجد مستقبلاً سوى فتات من الذكريات التي ستمحوها الأيام، لكن الأمر يحتاج لوقت، ويحتاج لصبر على الألم والفقد، كما يحتاج أن تعين نفسك بعدم فتح الجروح القديمة والخوض في الذكريات أو الضعف عند التفكير بالتواصل مع الفتاة من جديد..
قد ترى أن أسهل شيء الآن هو أن تضعف أمام عواطفك، أن تتخلى عن مبادئك التي ترجح كفة الدين ومصلحة الفتاة، فتفكر أن تتواصل مع الفتاة خارج إطار العفة والشرع، لكن هذا مكلف جداً للفتاة أولاً، ولك ثانياً، على مستوى الدنيا والآخرة، لذلك لا بد من الوقفة الجادة مع الذات، والعزم الأكيد على المضي في الحياة كما هي، مع ترك الألم حتى يبرد شيئاً فشيئاً، ومع الوقت ستجد الأمر مختلف يقيناً، فلا تحكم بفشل ذلك مسبقاً.
أعانك الله أخي، وسدد خطاك، وعوَّضك خيراً، وقسم لتلك الفتاة السعادة حيث هي، وقسم لك السعادة أيضاً مع من سيقسم الله لك زوجة، ولو اطلعت الغيب لاخترت الواقع، ولعل الله منع زواجكما لخير ستعلمه أنت في قادمات الأيام.
أما أن تدعو أن يجعلها الله زوجتك في الجنة:
فأنصحك أن لا تفعل، لأنك كل ما دعوتَ الله أن تكون هذه الفتاة زوجتك في الجنة فأنت تحيي في نفسك الرغبة بها وتؤجل ساعة خروجك مما أنت فيه..
دع الآن التفكير بزوجتك في الجنة، فكِّر كيف ستدخل الجنة، ثم بعد ذلك لا يكون لك إلا ما تحب، بغض النظر عن كل التعقيدات التي يمكن لك أن تتخيلها الآن.
الأمر الأخير:
اهتم بنفسك أولاً، أنت الآن جريح من الناحية العاطفية، فلا تحمل همَّ غيرك، هي لها الله، يعينها ويعوضها، ولعلها الآن تعرف بأن زواجها هو الحقيقة، والمحبة السابقة بينكما هي الوهم، وتحاول التأقلم مع ما هي فيه، فحاول أنت أيضاً أن تخرج من هذا النفق إلى سعة الحياة، وستجد من الله عوناً لا يخطر لك على بال.
وأنتظر أن تبشرني عندما تعود لحياتك كما كنت سابقاً، وأرجو أن تسمعني أخبار طيبة عنك قريباً
والسلام عليكم ورحمة الله