متزوج حديثاً، وزوجتي ترفض الجماع
1004 - السلام عليكم
أنا متزوج حديثاً، وزوجتي ترفض الجماع، فهل يجوز لها ذلك، وهل يجوز أن أجبرها على القبول، أليس لي حق الطاعة في هذا الموضوع؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أهلاً بك أخي في موقعك، ونسأل الله تعالى أن يقسم لك فيه الخير وللمسلمين.
أخي الكريم:
قبل أن نتكلم عن الحكم الشرعي، وعن حقك في طاعة زوجتك لك في هذه المسألة -والذي لا خلاف فيه- نود أن ننتدارس بعض النقاط التي عادة ما تحف أمثال هذا السلوك.
بداية. . يتداول المجتمع عدداً من الأفكار المغلوطة عن العلاقة بين الزوجين، والتي يتلقفها المراهق أو المراهقة بتخيلات غالباً ما تكون غير صحيحة، ولعل بعض الفتيات تتكون عندها صورة ذهنية بشعة عن العلاقة الخاصة بين الزوجين بأنها سلوك قاسٍ، أو أنه مقرف، أو أنه موجع، سيتسبب بفض غشاء البكارة وتسيل الدماء وتصرخ ألماً...
على الجانب الآخر: تفرض هذه الرؤى المغلوطة نفسها على الشاب أن يجبر نفسه وزوجه على تحطيم كافة العوائق النفسية والبدنية لضرورة أن يكون الجماع في الليلة الأولى -برأيه-، مما يخلق استجابات بدنية سلبية لا إرادية عند الطرفين أو أحدهما، كالتشنجات والتوترات العضلية، فيؤدي ذلك إلى فشل اللقاء بينهما، ويقعان تحت الصراع النفسي وضغط التخوف الاجتماعي..
لذلك، إذا أردت تجاوز هذه المسألة ننصحك بالأتي:
- اعلم أن عدداً من الأسر تكون بداية متأثرة بهذه المنطلقات المغلوطة عن اللقاء بين الزوجين، ثم يتم تجاوزها بقليل من الصبر والذكاء والرفق، فلا داعي أن ترى نفسك استثناءً في المسألة، وتقارن نفسك بمن تمت علاقاتهم مع زوجاتهم بشكل طبيعي، أو تصغي لغير المتخصصين في المسألة والذين سوف يدلونك على ردة الفعل الانفعالية وينصحونك بممارسة ضغوط نفسية وعضلية على زوجتك لبلوغ المراد.
- كن لطيفاً مع زوجتك ما استطعت، فهذه المسألة تحتاج لين جانب منك، تحتاج أن تؤدي نصيحتك وتترك لزوجتك الوقت لمراجعة ذاتها ومعالجة تخوفاتها.
- تأكد من حقيقة المانع الذي يمنع زوجتك من اللقاء، هل هو مانع نفسي، أو جسدي، أو غير ذلك.. فمعرفتك طبيعة المانع الحقيقي للأمر هو نصف طريق الحل.
- حاول أن تغير نظرتها لهذه المسألة، أكد لها أن المعاشرة سر طيب يجمع بين الزوجين، ويخلق بينهما الانجذاب وليس التنافر، وأن لحظات اللقاء بين الزوجين هي لحظات محببة لكل منهما بحكم الفطرة، وأن الجنس حاجة ككل الحاجات البدنية والنفسية، والتي لم يكن إرواؤها يوماً بهذه الفظاعة، فحكمة الله ولطفه يمنع أن يكون الأمر على هذه الشاكلة.
- حاول أن تريها منك تعاوناً، واقض وطرك واكسر شهوتك بما لا يحرجها، فإن كانت تخاف من الإيلاج والإدخال فحاول المداعبة دون إدخال، وتدرج معها في ذلك، وكلما رأيت منها تجاوباً حاول أن تتقدم خطوة، فإن رأيت تخوفاً فتراجع، وهكذا أقبل وأدبر حتى تصل إلى الوضع الطبيعي المراد.
- تأكد أن الحالة التي تمر بها أنت لا تعني فشلاً جنسياً من جهتك، بل هي حالة متكررة إلى حد ما، وعليك إدارتها بذكاء حتى تتجاوز هذه العقبة، فتكون متفهماً محسناً صابراً محباً.
- تذكر أن اللقاء بين الزوجين هو عملية مشتركة، فكما تسعى لبلوغ حقك من الاستمتاع بالزوجة تذكر أن لها الحق نفسه فيك، فأعنها على بلوغه ولا تكن أنانياً في المسألة، تبلغ مرادك على حساب تحطيم تخوفات زوجتك وترك أثر نفسي سلبي عن هذا اللقاء بدلاً من مراعاتها ومعالجتها، فإن سوء التعامل مع المسألة نذير لترك انطباع سلبي غير محمود عن العلاقة يستمر معكما طويلاً، فانتبه لذلك.
- نؤكد على ضرورة ستر المسألة بينكما، واحذر أن تفضح ما بينكما أمام قريب أو غريب، إنما يباح لك استشارة الطبيب أو الطبيبة النفسية أو النسائية المتخصصة وحسب، وإن حصل وكلمت أحداً في المسألة فاستغفر الله وتب إليه، فإن راجعك أحد فقل الحمد لله، وأقفل الملف.
- ذكّر زوجتك بحقّك، وأنها المسؤولة عن إرواء هذا الجانب عندك، وأن تبذل وسعها لتجاوز العقبة بشيء من الجدية، فتتعاون معك على حل العقد التي عندها، ولا تترك الموضوع يستمر طويلاً.
- اسأل الله تعالى المعونة والتوفيق، وتذكر أن الرفق سيد الموقف، والعنف لا يأتي بخير.
والله تعالى أعلم