أتعرض للخيانة الزوجية
1018 - اكتشفت أن زوجي على علاقة بالنساء، وأني تعرضت للخيانة من طرفه عدة مرات ، أتعبني الأمر نفسياً ، حتى فقدت الثقة فيه وفي نفسي ، ماذا افعل؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أهلاً بكم أختنا ومرحباً في موقعكم، وأسأل الله تعالى أن يكتب لكم فيه الخير وللمسلمين
في البداية: لا بد من دلائل قاطعة وموضوعية، لا تستند إلى الشك والتخمين وتضخيم الأخطاء، وكذلك لا تكون عن طريق اقتحام أسرار الزوج وخصوصيته، ولعلك تحتاجين إلى الصبر وضبط النفس والتعقُّل بدل العاطفية للوصول إلى دلائل واضحة يمكنك إبرازها بقوة أمام زوجك، ومواجهته بخطئه دون أن يتهمك بالتجسس عليه والشك فيه، ويقلب عليك الأمور ويلومك قبل أن تلوميه، ويضيّع النقطة الجوهرية من الخلاف.
فإن تأكدتِ - ويبدو أنك متأكدة - فتعاملي مع الموضوع بعقلك لا بعاطفتك، حتى لا تخسري دفة القيادة، ولا تذهب الأمور باتجاه تكونين أنت فيه الخاسر الأكبر.
ثم لا تُكثري لوم نفسك وجلد ذاتك، ولا تحمِّلي نفسك مسؤولية ما حدَث، ولا تبدئي البحث في عيوبك التي دفعت زوجك لهذا الخطأ، فقد حاولت التصحيح بلا شك.
حسب ما قلتم: فإن الزوج لم يخطئ مرة واحدة، ولم يكن الأمر مجرد خطأ في مرحلة ضعف إنساني أو إيماني، بمعنى أنها "غلطة"، بل هو سلوك مألوف ومتكرر ومعتاد لدى الزوج "خيانة دائمة" على حد قولك، لا بد من مواجهته وعلاجه، ولا يجوز تجاوزه والتغاضي عنه.
ربما زوجكم يحب تعدد العلاقة بالنساء - والشرع لم يمنعه من ذلك -، فافتحوا له باب الحلال خير من انغماسه في الحرام.
ربما تأثر ببيئة تربوية أو اجتماعية ما سهَّلت عليه الحرام وجمعَته بأهل الخطأ، ربما وربما، حاولي ان تكتشفي الأسباب التي دفعت زوجكم إلى ما هو فيه.
بما أن الأمر على هذه الحال فننصحكم أولاً بإعلامه بطريقة غير مباشرة، ولفت نظره أنكم تعلمون ما يخفي، واتركوه لنفسه، لعله يفهم خطأه ويتراجع عنه حياء منكم، أو استشعاراً للذنب، أو خوفاً من الفضيحة...
فإن لم ينفع ذلك فعليكم مواجهة زوجكم، اعرضوا عليه الشكوك بالأدلة، واسمعوا رأيه وردّه:
لعله يعترف بخطئه، ويعدكِ بالتوقف عنه، وعندها تستحق أسرتك وابنتك فرصة جديدة
لعله يُنكر ويدافع عن نفسه ويقول بأنها أوهام من طرفك... اقبلي منه ما يقول، واعتبري ذلك بمثابة اختباء خلف الأصبع، وأنكم أوصلتم التنبيه له، ويفترض أن يتبعه إنهاء هذه العلاقات، وتأملي بذلك خيراً
لعله يلومك على تقصير ما، ويتهمك بالإهمال، أو يلقي باللوم على ظروف عمله التي تبعده عن أسرته، أخبريه أنك تبذلين جهداً حتى لا تقصري، واطلبي منه أن يبذل جهداً كذلك حتى لا يبتعد عن أسرته بطريقة أو بأخرى.
أخبريه بمشاعرك نحو هذه القضية بمنتهى الصراحة والوضوح، وخطتك إن لم يتراجع، ودعيه يعي بأنه يخاطر بأسرته، ويراهن بحلاله من أجل حرامه.
ثم تعاهدا على الصراحة والوضوح، وحاولا بناء الثقة بينكما، فإن استجاب، وإلا فأنصحكم باستشارة أهل العقل والدين من أسرتك، لعل الفراق يكون أهون الشرين.
قد يفيدكم متابعة:
- العلاقات خارج إطار الزواج (الجزء الأول - الجزء الثاني ) ، الثقة العائلية
كتب الله لكم الخير وأعانكم عليه.