في بداية العام...
في مطلع رمضان..
في ذكرى ميلادهم..
في كل مرة يقولون إنهم سيتغيرون.. ثم لا يفعلون!
أظن بأن من أراد التغيير بشكل مُجدٍ فعليه إجراء تغييرات كبيرة وجوهرية وصارمة في حياته، على مستوى دائرة التحرّك والروتين والبيئة والقناعات والصُّحبة...
عليه أن يَخرج من دائرة الراحة والأمان التي يألفها ويراوح فيها ويخاف أن يتخطاها، سيخرج منها حين يقرر مواجهة تخوفاته من كل جديد، ويتزود برصيد من الشجاعة والقابلية للتعلّم ليعود إلى دائرة النمو.
عليه أن يخلع العادات التي تجذبه إلى حيث لا يريد ويستبدل بها عادات جديدة تقرّبه مما يريد..
كثير ممن تغيروا لم يُحرزوا ذلك إلا بعد هزات حياتية عنيفة، أو صدمات عاطفية غير محتمَلة، أو تغييرات على مستوى الإقامة والعمل وغير ذلك، غيرت مساراتهم أو محاكماتهم الحياتية.
التغييرات البسيطة الهادئة في الحياة تبقى ضعيفة الآثار، بعيدة -أو منعدمة- النتائج، هذا -طبعاً- إن استمرَّت بفضل دأبِ صاحبِها ومثابرته، لكنها غالباً ما تضعف أمام قوة العادة وتحت عجلة الزمن، ويخبو حماسها في برود الفتور واحتياج التحفيز الدائم، لتعيد صاحبها دوماً إلى المربع الأول، وتعطيه الدرس بالملعقة: "ابق حيث أنت!".
يجب أن تستبدل الطريق وتغير المسار حتى تتغير، التحديثات الطفيفة لا تكفي، مجرد وقوف السيارة في المحطة وتفقُّدها وملئها بالبنزين لا يغير مسارها، لا بد من أن تسلك طريقاً جديداً، وترضى بخسارة ضياع الوقت والجهد والمال في الطريق الخطأ.
إن كنت تسأل: كيف اتغير؟ وما المانع المتكرر؟ وكيف أضبط التغيير في حياتي؟ فقد يهمك الاطلاع على مقال: (مدرسة التغيير.. رمضان!)