مقدمة:
قديماً أخذ العرب اسم الحماة والكنة من مفاهيم أسرية رئيسة، فالحَمْو: هو أبو الزوج، والأنثى منه: حَمَاة، وإخوةُ الزوج: أحماء، وسموا بذلك لأنهم حماية للبنت بعد أخذها من دار أبيها، يحفظونها ويصونونها كابنتهم.
والكَنَّةُ: هي امرأة الابن أو الأخ، واسمها مأخوذ من الكنِّ، أي: الستر. فالكنةُ: سترٌ لزوجها وأولادها وأهل زوجها، موضع سر لهم، تحفظ ما انكشف لها من أخلاقهم وأرزاقهم وأسرارهم.
وأرى من الجيد في البداية أن نقف عند بعض القواعد التي تؤسس أرضية توافقية منطقية، ننطلق من خلالها في بحث هذا الموضوع.
قواعد ومنطلقات:
1- الحماة ليست أماً والكنة ليست بنتاً، فلا تنتظر الحماة من الكنة ما تنتظره الأم من ابنتها، ولا تنتظر الكنة من الحماة ما تنتظره البنت من أمها، والصواب إعطاء كل منزلة حقها وقدرها، وفي الواقع استثناءات كانت فيها الحماة كالأم، والكنّة كالبنت.
قد يهمك: (هل أهل زوجتي مثل أهلي؟)
2- الزوج ليس ملكاً لأمه ولا لزوجته: فكلُّنا ملك لله، وحب التملُّك دافع يجب ضبطه كأي دافع من الدوافع البشرية الأخرى، وإلا هلك الإنسان في تلبية دوافعه التي لا تشبع.
3- استقلال الزوجة في أسرتها الصغيرة حق لها، وهذا الاستقلال يكون مادياً ويكون معنوياً، وليس لأم الزوج اقتحام خصوصياتهما، وإن فعلت ذلك تُرَدّ بالتي هي أحسَن عن طريق ابنها لا عن طريق زوجته.
4- محبة الزوج لأمه ليست كمحبة الزوج لزوجته، هذه محبةٌ ولديّة ووالديّة، وهذه محبةٌ زوجيّة، فلا داعي للمقارنة من كلا الطرفين لاختلاف طبيعة المحبة التي تجمع بين الأطراف الثلاثة (الزوج وأمه وزوجته).
5- أولى الناس بالرجل أمّه، وأولى الناس بالمرأة زوجها: وهذه الأوليات يفترض أن تكون واضحة في الذهن، ودليلها الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد والنسائي وصححه الحاكم والبزار بإسناد حسن، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أي الناس أعظم حقا على المرأة؟ قال: «زوجها»، قلت: فأي الناس أعظم حقاً على الرجل؟ قال: «أمه».
6- الأم أقرب إلى ابنها من زوجته، وفضلها أكبر، وحقها أعظم، تعبَّدَه الله ببرها، وتعبَّدَ الزوجة بطاعته، والعاقلة لا تضع نفسها في الميزان مع أم زوجها، فاهتمام الحماة بابنها وحرصها عليه وإشفاقها على ما يصيبه لا تقدر على مثلِه نساء الدنيا - في الغالب -، ومهما بلغَت محبة الزوجة لزوجها وعنايتها به واهتمامها له لن تبلغ معشار محبّة أمه له، فلا تزايد الزوجة على زوجها بمكيال الحب، ولا تحاول أن تلعب دور الـمُحبّة التي تشتكي لزوجها فعل عدوّتها فيها، ولا يليق بالابن أن يرضخ لكيد النساء فيخسر أمّه التي لا تعوَّض أو زوجته التي لا تُعاب بكبير..
7- الكمال مستحيل في الحياة الزوجية: فلا توجد كنّة كاملة، ولا حماة كاملة، ولا زوج كامل، ولا ظروف أسريَّة كاملة، فهذه حماتها كأمها لكنها محرومة الولد، وهذه حماتها جيدة ولكن زوجها سيئ، وهذه كنتها جيدة التعامل ولكنها لا تملأ عين زوجها...
لماذا هذا الصراع؟
ترجع أسباب الخلاف الشائع بين الحماة والكنة لعدة أسباب، منها:
الأسباب النفسية:
1- الغيرة المرضية: وقد تكون موجودة عند إحدى الثنائي (الحماة والكنة) أو كليهما.
2- حب التملُّك: وهذا سمة عامة في البشر، لكنه كغيره من الدوافع يحتاج إلى ضبط وتوجيه.
3- الرغبة بالانتقام: بسبب ظلم سابق تعرّضت له الحماة من حماتها، أو تعرضت له الكنة من زواج سابق، أو تعرضت له أمُّ الكنة أو إحدى قريباتها أو صديقاتها، مما ترك في نفسها آثاراً سلبية ظهرت نتائجها عند زواجها.
4- الحالة النفسية لأم الزوج: فإن كبار السنِّ يحتاجون لمن يسمعهم ويحسن إليهم، وهم كالأطفال - في كثير من الأحيان - يحتاجون لمسات الحنان والكلمات الطيبة والدلال أحياناً - ويزداد ذلك كلما تقدّمت بهم السنّ -، ففي كِبَر السنّ قسوةُ الشيخوخة وتراكم المرض وألم الوحدة، وتجتمع على الكبير ذكريات الماضي وآلام الحاضر فتثقل كاهله، لذلك يحتاج إلى احتواء ورعاية.
الأسباب الاجتماعية:
- المجتمع بشكل عام يدعم هذا الخلاف، من خلال القصص التي يتناقلها أفراد المجتمع، فالحياة المستقرة والبيوت الآمنة لا تكون مادة تتناقلها الألسنة، إنما يتناقل الناس الخلافات والاستثناءات والظواهر الغريبة في مجتمعاتهم.
- وكذلك من خلال الإعلام وما يحويه من مواد تشوّه هذه العلاقة وتضخّم سلبياتها لأغراض إعلامية كصناعة الأكشن، وحَبْك السيناريو لاستلاب انتباه المشاهد واهتمامه وفضوله، ويعزَّز ذلك برصد رأي الشارع والمقابلات البرامجية والقصص الفلميّة والمسلسلات الدرامية وحتى الكوميدية منها، التي تظهر الحماة أو الكنة بمظهر القسوة والظلم والنديّة، ويظن المشاهد أن ذلك منتشر خارج دائرة معارفه بشكل كبير جداً.
- كذلك للتراث الشعبي أثر ملحوظ في صناعة هذه الصورة، فالأمثال الشعبية والأهازيج والزغاريد التي تقال في الأفراح والمناسبات تعزز أحياناً تلك الصورة المشوهة بين الحماة والكنة.
- كل ما سبق وغيره يؤهل أعداداً كبيرة من الفتيات تأهيلاً سلبياً للحياة الزوجية، مما يؤدي إلى اعتناق أفكار مغلوطة سلبية وسوداوية عن الحياة الزوجية قبل ولوجها، ثم تُترجَم هذه الأفكار والقناعات سلوكاً لا يرقى لمستوى التعامل البشري السويّ في العائلة الواحدة، تقابلها ردّات فعل من الطرف الآخر ربما تكون مثلها وأقسى منها، تدعَمها أخطاء الزوج وقلة خبرته وضعفه في إدارة المشكلات واحتوائها.
الظروف الاجتماعية:
قد تظهر آثار أحد الأسباب السابقة على الأسرة، ويتوضح الإشكال، لكن الظرف الاجتماعي لا يسمح بإحداث تغيير يعالج الإشكال أو يقلل من الاحتكاك بين الحماة والكنة، فبعض المجتمعات تعتبر السكن مع أهل الزوج نوعاً من أنواع البرّ بهم، والخروج عنهم نوعاً من العقوق والاستغناء والاستبدال ومخالفة الأصول وكُفر المعروف، لذلك لا يستطيع الزوج مواجهة المجتمع بخطوة من هذا النوع، فيبقى الأمر على ما هو عليه حتى يتزايد الخلاف إلى درجة أنه قد يعصف بالأسرة كاملة.
أحياناً تكون الحالة المالية عائقاً من هذه الإجراء، فيعي الزوج أن ابتعاده عن بيت أهله يحل له كثيراً من المشكلات، لكنه لا يستطيع ذلك لأسباب مادية.
ثم إن الحالة المالية السيئة للزوج قد تدفع الزوجة للعمل، فيترتب على ذلك تقصير منها تجاه الزوج والأولاد والبيت، فتعالج الحماة القضية بعد غضِّها النظر عن سوء حالة ابنها التي كانت السبب الرئيس في ذلك.
من المسؤول عن هذا الخلاف: الحماة أم الزوجة أم الزوج؟
من خلال استقراء الحالات وتحليل النتائج أثناء دراسة الموضوع تبين لي أن المسؤول عن ذلك الخلاف يختلف باختلاف الحالة، لكن - بشكل عام - يكون المسؤول الأول هو الزوج، تليه الزوجة، وتأتي الحماة في الرتبة الأخيرة.
أولاً - الزوج:
يكون المسؤول عن هذا الخلاف بعدة حالات، منها:
1- سوء الاختيار: وذلك حين يختار زوجة لا تعرف معنى البر وفضله، ولم تتأهل في أسرة متماسكة تقدّر الكبير ومكانته، أو تكون متميزة عليه اجتماعياً أو ثقافياً أو مادياً وترى لها الفضل في ذلك وتنظر إلى أهله نظرة الدُّون. (الزوجة الصالحة) (عندما تصير الخطبة خطوة للوراء 1 - 2 )
2- سوء علاقته بالوالدة قبل الزواج: فيستمر بذلك بعد الزواج، وقد لا يسمح لزوجته بإقامة علاقة طيبة مع أمّه، أو يشوّه صورة أمّه عند كنتها فتكرهها، أو لا يبالي بأمّه فيدفع زوجته لتنحو نحوه وتتصرف مثله، وقد تعدّه أمُّه وزوجتَه واحداً، فربما تقسو الأم على زوجة الابن بسبب عقوق الابن، فيتضخم الإشكال، وكم من عاقٍّ لأمه جعل المجتمع زوجتَه المسؤولة الأولى عن عقوقه لأنها تحرِّشه على أمه وتقطع الرحم بينهما، وهو العاق قبل الزواج وبعده!
3- المقارنة بين الأم والزوجة: الزوجة حديثة عهد بمسؤوليات البيت، لا يمكنها -غالباً- أن تكون كأم زوجها في التدبير وإدارة البيت، لكن مقارنة الزوج أداء زوجته بأداء أمه يدفع الزوجة لكره أمّ الزوج؛ لأنها تراها النموذج المنافس والمؤرق، وتبدأ تبحث في أخطائها وسقطاتها لتردَّ على الزوج ذلك، وينبت بينهما الكره بسبب جهل الزوج.
ومثل ذلك مقارنة الزوجة بأمها، أو مقارنة الزوج بين أمه وأمِّ زوجته من حيث الترتيب والنظافة والهندام والطبخ والثقافة...
4- الثناء على الزوجة كثيراً أمام الأم: خاصة فيما كانت تقدمه الأم من خدمات، فيمدح مثلاً نظافة زوجته، وطعام زوجته، وتدبير زوجته... في حين يتجاهل ذلك عندما تبذله أمه، فتراه استعظم من زوجته ما تعوّد تهميشه عند والدته.
5- الفضفضة للأم: عند الخلافات الزوجية العابرة يُفترض أن يكون الأهل في منأى عن التفاصيل، لكن الزوج قد يجد أمَّه الملاذ الآمن لأسراره، الواقفة غالباً إلى جانبه بسبب ميلها العاطفي له، فيكون ثمن هذه الفضفضة هو تدهور العلاقة بين الحماة والكنة.
نعم، قد يحتاج الزوجان لأهلهما في بعض الخلافات التي توشك أن تخرج عن السيطرة، لكن اعتياد الزوج الفضفضة لأمه عن خلافاته الصغيرة مع زوجته يشحن الأم على كنتها لتقصيرها في حق ابنها وإساءتها له، وكذلك الزوجة إن فعلت مثل ذلك مع أمها فإنها تبذر بذور الكره بين أمها وصهرها.
6- سوء علاقة الزوج مع أهل الزوجة: مما يدفع الزوجة إلى معاملة أهل الزوج بالمثل، ويقطع عليه طريق مطالبة بتعامل أفضل مع أهله.
7- سوء التعامل في الخلافات العابرة بين الأم والزوجة: وجود الخلافات شيء طبيعي في البيت، لكنّ تشنج الزوج وجهله في لعب دور الوساطة بين أمّه وزوجته يؤدي إلى تضخيم الخلافات واستمرارها.
ثانياً - الزوجة:
1- النظرة السلبية المسبقة عن علاقة الكنة بأهل زوجها.
2- سوء إدارة المشكلات العابرة مع أم الزوج: وإيصالها إلى أفق مسدود (أنا أو أمك).
3- عدم تقدير حاجة الأم لابنها للمؤانسة والفضفضة: وعدم تقدير المساحة الخاصة بين الابن وأمه، ومحاولة الكنة إقحام نفسها داخل الدائرة الخاصة بأم الزوج، مما يؤدي إلى دفاع أم الزوج عن دائرتها الخاصة، واعتبار سلوك الزوجة تهديداً عدائياً لعلاقتها مع ابنها التي دفعت ثمنها سهر الليل والنهار.
4- إكثار الشكوى للزوج على أمه: مما يعظم الخلاف في ذهن الزوج، وقد تكون الحماة بعيدة تماماً عن هذه الصورة وهذه الخلافات، تتصرف بعفوية ولا تتوقع من كنَّتها هذا الوجه خلفها.
نعم، قد تحتاج الزوجة لرأي زوجها ومساندته لتُحسن التعامل مع أمه وتفهمها أكثر، لكن عليها انتقاء العبارات والانتباه للتصوّر الذي يمكن أن تسببه في ذهن زوجها، فبقدر ما يكون حسن التعبير سبباً في زيادة رصيدها عند زوجها؛ تكون خيانة العبارة مكلفة لها في عينه وقلبه.
قد يهمك: (لهذه الأسباب زوجك لا يحاورك)
5- انتقاد الجدة أمام أحفادها: فيؤثر ذلك على علاقة الأحفاد بالجدة، فتنتبه الجدة لذلك وتعرف أسبابه، خاصة مع براءة الأطفال في التعبير ونقل الكلام بين الكبار.
ثالثاً - الحماة:
1- مقارنة الكنة: بغيرها من الكنائن، أو مقارنتها بابنتها، أو مقارنة علاقتها بزوجها (الابن) بغيرها من الزوجات.
2- عدم تقدير الحماة الفارق بينها وبين كنتها: في الخبرة بالحياة والعلاقات، والخبرة بالابن (الزوج)، والخبرة بشؤون البيت والأولاد.
3- عدم مراعاة الخصوصية بين الزوجين: فبعد الزواج تظهر في حياة الزوج دائرة من دوائر الخصوصية الجديدة التي قد لا تقدِّرها أم الزوج، ولا تراعي حاجتهما للاستقلال عن الأسرة الكبيرة، فتحاول الاحتفاظ بملكيّة الابن من خلال دمج الأسرتين في كافة التفاصيل، وتنتقد ما لا يعجبها (النظافة، الاستيقاظ، العناية بالأولاد، الخروج والدخول...)، ولا تقدر الحاجة البشرية إلى التعلّم بالتجريب، فتعتبر مخالفتهما لرأيها نوعاً من الاستغناء عنها وتقصُّد مخالفتها والنكاية بها.
الخطوات العلاجية:
1- أول خطوات العلاج الحذر من الأسباب التي تقدّم ذكرها.
2- التسامح في الحياة ضرورة، ولا يمكن علاج ما بين الحماة والكنة إذا كانت كل منهما أو إحداهما تحمل في قلبها على الأخرى حوادث الأيام والشهور والسنين، لا تغفر ولا تسامح ولا تقدّر للخطأ قدره. (عشر خطوات لتتنفس السعادة في بيتك)
3- تعوّد الثناء على الأم من كلا الزوجين، وإشعار الكنة أمَّ زوجها بمحبتها - ولو تكلّفاً -، فقد تشعر الحماة - أحياناً - أن زوجة ابنها سرقت ابنَها منها، فتظهر الكنة وزوجها أنهما ما زالا على العهد، يجتهدان في برِّها ويسعيان لإرضائها.
4- المبادرة بالهدية والكلمة الطيبة والاحترام، والتعاون على البر، حتى لو كانت الحماة في نظر الكنة لا تستحق، فحياة الكنة واستقرارها في بيت زوجها يستحق، وكذلك محبة زوجها لها حين يراها تكرم أمه تستحق، وكم من زوجة أكرمت أمَّ زوجها إكراماً له وكسباً لقلبه، فدخلت قلبَ زوجها من باب أمّه، وكم من زوجة أحبّت زوجها وقدّرت حُسن خلقه فأحسنت لأهله شكراً له وإكراماً وتقديراً، وأكرمَت لأجل عينٍ بحراً من العيون كما يُقال.
5- نقل الزوج المواقف والأحاديث التي تدعم المودة بين أمه وزوجته، كأن يقول لزوجته أو أمه: (قالت إنها تحبك، تمنّت أن تتذوقي هذا الطعام من عندها، قالت إنك تتميزين بكذا وبكذا...).
6- الاستعانة برأي أم الزوج وخبرتها في أمور الحياة والبيت - حتى لو رأت الكنة أنها بغنى عن ذلك -، كتحضير طعام أو انتقاء الثياب، أو وجهة نظر في أمرٍ ما، فإنّ الكبير يحبُّ أن يُسأل وأن يشعر بقيمته بين أهله.
7- المبادرة إلى الإحسان إلى أهل الزوجة، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان، والجزاءَ من جنس العمل، وكما تُدين تدان.
8- دفع الخصام والجدال بالتي هي أحسن قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، وقال سبحانه: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
9- احترام خصوصية العلاقة (بين الزوجين، بين الزوج وأمه، بين الزوجة وحماتها).
10- معالجة الحساسية الزائدة بين الكنة والحماة، فأحياناً تجد الكنة تنزعج من أدنى كلمة من حماتها، وتحمل كلامها على سوء الظن وخُبث السريرة، ويكون كلام أمِّ الزوج أو الكنة في سياق طبيعي لا يحتمل وجهة النظر تلك، أو يكون من المتابعة المحمودة، فمن الطبيعي أن يتابع الأهل أسَر أولادهم ويستقصوا عن أخبارهم ويتدخلوا حين يحتاج الأمر إلى تدخّل.
11- استحضار الكنة أن الجزاء من جنس العمل، ومبادرتها إلى الإحسان إلى أم زوجها، يقول النبي r: «مَا أكْرَمَ شَابٌّ شَيْخاً لِسِنِّهِ إلا قَيَّضَ الله لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّه» [رواه الترمذي]، وورد في الأثر: «بروا آباءكم تبركم أبناؤكم» [الطبراني والحاكم]
12- استحضار الحماة أنها القدوة للكنة، وأن دورها هو حل المشكلات الصعبة بين ابنها وزجته، وليس خلق المشكلات بينهما أو بينها وبين أحدهما.
13- زرع بذور الاحترام والود في نفوس الأحفاد للأجداد، وتدريبهم على خدمتهم وتقبيل أيديهم والقيام لهم، فإنّ ذلك يُدخِل على قلوبهم الرضى والسعادة.
14- الصبر على الحماة أو الكنة سيئة الطبع، والتعايش مع ما لا تستطيع الحماة والكنة تغييره في الآخر.
15- الاستعانة بالله، والدعاء بالتوفيق بين القلوب.